نبحر عبر النيل في رحـــــلة حزن بكاء حسرة ألم تعصر القلب وتمزق كل الكيان وتفتك بالوجدان من سد كتب نهاية نوبة قامت ونمت وترعرعت في هذا المكان عاشت كل زمانها فخر الحضارات شامخة البنان ونبع السلالات وفجر التاريح وأرض الحكايات ومن الخزان إلي السد مأسة لم يسجلها التاريخ من قبل وعبر أثنين وستون عام ظلت تقاوم وتقاوم الطبيعة وجبروت إنسان صامدة تقاوم الفناء وأنهارت من لغة القسوة والتشرد بين البلدان بدأ من 1902 ثم 1912 ثم 1933 وجاءت النهاية المدوية القاسية عام الحزن والضياع عام الهجرة قسراً وبدون مقدمات ودون أختيار أو أرادة كبشاً للفداء ، نمر ولا أثر للبلاد الجبال التي كانت شامخة في النوبة أستقرات في القاع قاع النيل الذي ظل يصرخ طوال الزمان لقد ضاق صدري وتبعثرت أنفاسي من شدة الأحمال لقد رأيت غرق توأم روحي بين الأحضان ولو أعرف الغيب لجففت مائي وأكون مثل الصحراء لا ماء لا زرع فداءاً وحباً وعشقاً للأرض التي علمتني معني الحنان . يأبناء النوبة أرفعوا عيونكم صوب السماء وأيديكم إلي رب العباد وقراءة الفاتحة ترحما ورحمة للنوبة التي ماتت شامخة الوجدان ونروي لكل الأجيال جيلاً بعد جيل هنا في هذا المكان كانت قري ونجوع وبلاد سطرت التاريخ ورسمت ملامح الأجداد قابعة في قاع النيل تحمل القري والمعابد واللغة والكيان والتاريخ وحضارة أمم عظماء وتصرخ بصوت يزلزل الأرض والسماء آه والف آه من غدر الزمان وقسوة سجان .