الأحد، 24 أبريل 2011

معابد الملوك في مصر القديمة

هى تلك المرتبطة بالمجموعة الهرمية للملك والتى يعرف احدهما بالمعبد الجنزى والاخر بمعبد الوادى .
يقع الاول عادة فى الناحية الشرقية من الهرم على نفس مستوى سطح ارضية الهرم وكانت تجرى فيه بعض الطقوس الجنزية التى تسبق عملية الدفن .
اما الثاني (معبد الوادى ) فكان يقع فى الارض المنخفضة فى الوادى ويربط بينها وبين المعبد الجنزى طريق يعرف بالطريق الصاعد .
وسمى هذا المعبد ب "الوادى " نظرا لموقعه فى الارض المنخفضة كما ذكرت من قبل ، وكانت تجرى فيه هو الاخر بعض الطقوس لعل من بينها طقوس التطهير والتبخير وطقس فتح الفم ..الخ

ورغم ان الحديث عن اول مجموعة هرمية تقليدية ( هرم –معبد جنزى –طريق صاعد –معبد الوادى ) يرتبط بعهد الملك حونى اخر ملوك الاسرة الثالثة وصاحب المصطبة المدرجة التى تعرف بالهرم الناقص ،
ورغم ان مجموعة زوسر تعتبر مجموعة غير تقليدية وذات طبيعة خاصة لانها تضم منشات لا صلة لها بالمجموعات الهرمية كما نعرفها فى الدولتين القديمة والوسطى مثل معبد عيد "سد "والمقبرة الجنوبية وبيت الشمال وبيت الجنوب ، الاان البعض يتحدث عن معبد جنزى للملك زوسر عند الضلع الشمالى للهرم مربع التخطيط .  ويؤدى ممر منحدر قريب من السراب يؤدى الى فنائين يمثلان مركز التطخطيط  وتوجد واجهة المعبد على الجانب الجنوبى من كل فناء والتى تتكون من اربعة اساطين جداريه مضلعة بينها ثلاثة مداخل . وتقع خلفالواجهة المزدوجة صالة عرضية متصلة بمجموعة من الممرات .

ومنذ الاسرة الرابعة اصبح التخطيط العام للمعبد الجنزى اكثر وضوحا وان اختلفت بعض التفاصيل من ملك الى اخر ومن اسرة الى اخرى .
وسوف نتناول المعبد الجنزى للملك خفرع كنموذج لمعابد الدولة القديمة .


يقع الى الشرق من الهرم وقد شيد بالحجر الجيرى الذى جرى كسائه بحجر الجرانيت  ، اما جدرانه الداخلية فقد شيدت فى اغلبها من حجر الجرانيت .
جاء تخطيط المعبد مستطيلا ويقع المدخل ناحية الجنوب ويؤدي الى ممر بعرض المعبد يضم فى جنوبة قاعتين وفى شماله اربع قاعات . وتتوسط الممر ردهة ذات عمودين ، يخرج منها ممر ضيق على محور المعبد يؤدى الى صالة اعمدة مشيدة من الجرانيت تؤدي هذه الصالة الى فناء واسع يمتد محوره من الشمال الى الجنوب ويحيط به ممر يؤدى الى 16 مدخلا ويلى الفناء خمس تجويفات كان يضم كل منها تمثالا .
وفى اقصى جنوب الممر الذى تطل عليه التجويفات الخمس يوجد مدخل يؤدى الى دهليز طويل يميدمن الشرق الى الغرب ثم من الجنوب الى الشمال ليخرج منه دهليز اخر يؤدي الى قدس الاقداس فى نهاية المعبد .
ومن النماذج الجيدة لمعبد وادى من الدولة القديمة.

كشف عن هذا المعبد العالم الفرنسى مارييت عام 1853 واستمر الكشف عن بقية اجزاءه بعد ذلك . شيد المعبد من الحجر الجيرى وجرى تكسيته من الداخل والخارجبالجرانييت . يتجه محوره من الشرق الى الغرب . تقع واجهة المعبد فى الناحية الشرقية وتميل سطوح جدرانه الخارجية قليلا الى الداخل . وللمعبد مدخلان احدهما فى الطرف الشمالى والاخر فى الطرف الجنوبى يؤديان الى ردهة طويلة ضيقة وهى التى عثر فيها على تماثيل الملك خفرع المنحوتة من حجر الدويوريت ، وكان كل منها موضوعا فى حفرة عميقة ، احدهما ذلك التمثال الرائع بالمتحف ويتوسط الجار الغربي باب يؤدى الى صالة على شكل حرف T تتضمن 16 عمودا، كل عمود على شكل من كتلة واحدة من الجرانيت الوردى  . وفى الجنوب الغربى من صالة الاعمدة نجد دهليزا يطل علية طابقان يتضمن كل طابق ثلاث قاعات ربما كانت تستخدم كمخازن . وفى الركن الشمالى الغربى نجد ممرا يؤدى الى الباب الخلفى الذى يؤدى بدوره الى الطريق الصاعد الذى يبلغ طولة حوالى 500 م حيث يتجه من الجنوب الشرقى الى الشمال الغربى . وقد رصفت ارضية المعبد بالمرمر .

واذا ما انتقلنا الى الدولة الوسطى ، فبعد ان استعادت البلاد وحدتها على يد الملك منتحوحتب نب حبت رع مؤسس الدولة الوسطى وراس ملوك الاسرة 11 خطب العمارة خطوات طيبةنحو الابداع .

منشاة الملك منتحوحتب نب حبت رع

ومن افضل امثلة الاسرة 11 فى البر الغربى بطيبة الواقعة الى جوار معبد الدير البحرى للملكة حاتشبسوت والتى تمثل طرازافريدا فى العمارة ، اذ تجمع بين المقبرة والمعبد فى مسطح واحد تعلوفيه المقبرة ( التى اتخذت شكل هرم ) المعبد .
 تتكون المنشاة من مسطحين كبيرين يلى احدهما الاخر ويعلوه .
يتكون المسطح الاول من فناء واسع قتع فى مؤخرته صفتان عريضتان ، تتكون كل صفة من ارعة اعمدة فى صفين يتوسطهما طريق صاعد يؤدى الى المسطح الثانى الذى يقوم فى قلبة بهو يضم 140 عمودا مثمنا .ونجد فى نهاية البهو 6 مقصورات تعلو مقابر بعض سيدات الاسرة المالكة .
ويقع خلف المقصورات الست فناء تحيط به من ثلاث جهات صفات من اعمدة مثمنة يلية بهو يضم 80 عمودا مثمنا فى عشرة صفوف . وفى جداره الخلفى نقر قدس الاقداس فى الصخر . ويقع فى ارضية الفناء الاول  مدخل يؤدى الى ممر هابط طوله حوالى 150 م منقوا فى الصخر يؤدى الى غرفة ذات سقف مقبى تقع اسفل الهرم .

اما عن معابد الاسرة 12 فقد اصابها التدمير الى حد كبير ويصعب تحديد عناصرها المعمارية ولعل اشهرها ذلك الذى يخص الملك امنمحات الثالث فى هوارة والذى يعرف باسم
قصر اللابيرانث
 نسبة الى قصر الحاكم فى مدينة كنوسوس بجزيرة كريت والذى اشتهر بالضخامة والفخامة . كما يعرف ايضا بقصر التيه اى الذى يضل فيه الانسان طريقه لكثرة عدد حجراته التى بلغت كما يذكر المؤرخ الاغريقى هيرودوتحوالى 3000 غرفة بعضها فوق سطح الارض والبعض الاخر تحت سطح الارض . ولم يتبق من هذه المنشاة الغربية فى تخطيطها قياسا بتخطيط معابد الاهرامات المعروفة من قبل .. ولم يتبق منها سوى بضع احجار متناثرة هنا وهناك.

واتخذت معابد الملوك فى الدولة الحديثة تخطيطا مغايرا لتخطيط معابد الملوك فى العصور السابقة .فهو تتكون فى تخطيطها العام من سور مشيد بالطوب اللبن ومرفا (ميناء )لاستقبال السفن التى تحمل متطلبات المعبد ثم طريق كباش ومسلتين على يمين ويشار المدخل وتماثيل واقفة وجالسة على يمين ويسار مدخل الصرح ثم الذى يتكون من واجهة ضخمة واسعة من اسفل وتضيق كلما علت ، تتكون من برجين يتوسطهما المدخل.
وتتضمن واجهة الصرح عدد من الدخلات تتراوح بين 2-8 كانت مخصصة لتثبيت اعلام المعبد .
ويلى الصرح الفناء المكشوف ثم صالة الاساطين وينتهى المعبد بقدس الاقداس .

وتقع معابد ملوك الدولة الحديثة والتى تعرف بالمعايد الجنائزية استمرار المسمى نفس المعابد الملوك فى الدولتين القديمة والوسطى ، كما تعرف كذلك بمعابد تخليد الذكرى اى تخليد ذكرى زيارة الالة امون لمعابده فى الغرب ولاجداده الممثلين فى ثامون الاشموذين الذين انتهت رحلتهم الخاصة بخلق الكون عند منطقة معبد هابو وكان امون احد اعضاء هذا الثامون .

وللاسباب التى ذكرناها عند حديثنا عن مقابر ملوك الدولة الحديثة ، كان لابد من الفصل بين المقبرة والمعبد ، لهذا جاءت معابد هؤلاء الملك على حافة الارض الزراعة فى البر الغربى لطيبة تمتد من الشمال الشرقى الى الجنوب الغربى بعيدة عن مقابر الملوك المنقورة فى جبانة وادى الملوك.
ومن المفترض ان يكون لكل ملك من ملوك الدولة الحديثة معبد جنزى ، ولان ما عثر عليه  من المعابد قليل فلربما اكتفي البعض باحداث اضافة تحمل اسمة فى معابد الالهةفى شرق الاقصر ( الاقصر والكرنك ) او ضاعت معالم معابد بعضهم .

ومن اشهر المعابد التى لا تزال باقية في غرب الاقصر ، معبد الدير البحرى للملكة حتشبسوت واطلال من معبد تحتمس الثالث وومعبد ستي الاول فى القرنة ورمسيس الثاني ( الرمسيوم) ومعبد مرنبتاح ومعبد هابو للملك رمسيس الثالث والتى سنشير الى بعضها .

الدير البحرى :

يطلق هذا الاسم على منطقة تضم معبديين مشيدين فى حضن الجبل خلف وادى الملوك يرجع احدهما للاسره الحادية عشرة ، الى عهد الملك منتوحتب الثانى ، وثانيها للاسرة الثامنة عشرة لعهد الملكة حاتشبسوت .
وقد عرفت هذه المنطقة بالدير لان معبد حاتشبسوت كان قد استخدم كدير فى حوالى القرن السابع الميلادى.

معبد منتوحتب الثانى :

استحدث مهندس هذا المعبد طرازا معماريا جديدا ، واختار لمشروعه حضن جبل ناهض بين مرتفعات طيبة الغربية ، وانصرف فى تصميمه ، معتمدا ، عن الاسلوب المعمارى القديم الذى اعتاد مهندسوا الدولة القديمة ان يجاوروا فيه بين اهرام الملوك والمعبد الجنائزى الملحق بالهرم ، ويجعلونها على مستوى واحد دون الجميع بينها فى وحدة مكانية واحدة ، ولهذا اتجه مهندسوا الاسرة الحادية عشرة الى الجمع لاول مرة بين الهرم ومعبده فى مسطح واحد يترتب كل خزء منه على الاخر . واراد المهندس ان يطاول الهرم الجبل والبيئة المحيطة به ، فاعد له مسطحين واسعين احدهما فوق الاخر ويؤدى اليهما جميعا طريق طويل عريض بمدخل متسع عند حافة الوادى ، واضاف المهندس الى تصميمه عناصر اخرى كثيرة من الاشجار والاعمدة المرتفعة والتماثيل الملكية ، واراد ان يستكمل بهذه العناصر نواحى الفخامة والجمال لمشروعه ، فلما اكتمل المشروع اصبح الزاائرون يتطلعون الية من الاراضى المنزرعة ، فيجدون فيه مستويات متدرجه متعاقبة يسيطر الهرم على اعلى اجزائها ويقوم من خلفه الجبل .
ويقع المدخل فى اول الطريق يتلوه طريق متسع زرعت فيه اشجار عالية ظتلل تماثيل الملك الموجودة اسفلها ويصعدون بعد هذهالغابة الشجرية فى طريق صاعد الى حيث يواجهونالمسطح الاثنى ، ولكنها غابة من حجر وليس من شجر تتضمن عشرات من العمد المثمنة ومن قلب هذه الحجرية ينهض هرم الملك .
وضمت مقبرة منتوحتب عددا من مقابر نساء اسرته ووصيفاتهن ، بينها انتشرت الى جانبه مقابر كبار الموظفين ومقابر جنده الذين استعان بهم وماتوا فى المعركة التى خاضها ضد الاهناسيين لتوحيد البلاد .


معبد الملكة حاتشبسوت ( الدير البحرى )
الملكة حتشبسوت ، كما اسلفنا من قبل ، من اشهر حكام مصر فى الاسرة الثامنة عشر ، مثلت نفسها على هيئة رجل ، واتخذت لنفسها مقبرة فى وادى الملوك .
ولقد كان لتنافس افراد هذه الاسرة على الحكم ما خشيت من ورائة ان تفقد وراثة العرش بعد موت تحتمس الثانى . وهذا سر ما نراه من النقوش التى فوق جدران معبدها والتى ادعت فيها انهاابنة حقيقية من صلب الاله امون نفسه ، وذلك لكى تقوى مركزها فى تلك الظروف .
ويعد معبدها فريدا فى طرازه، ولا يوجد من بين المعابد ما يشابهه ، اذ انه يتكون من ثلاث شرفات تلى بعضها البعض فى تدرج واضح .
ويبدو ان اسلوب بناءه بهذا الشكل قد اقتبس من معبد الاسرة الحادية عشرة الذى تحدثنا عنه من قبل . قام بتشييد هذا المعبد احد المقرين الى الملكة وابرز شخصيات عصرها وهو المهندس " سنموت " . كرس هذا المعبد كغيره لاقامة الشعائر وتقديم القرابين الى الملكة حاتشبسوت ، غير انه كان مكرسا لاغراض اخرى من اهمها " جنة امون " .
ومن سوء حظ هذا المعبد انه تحمل كثيرا من نتائج الاختلاف بين حاتشبسوت وتحتمس الثالث ، وكذلك الانقلاب الدينى الذى حدث فى عهد اخناتون . فصور الملكة واسماؤها قد شوهت بسبب الصراع الذى نشب بين الملكة وتحتمس الثالث ، كما ىان صور الاله امون قد محيث فى عهد اخناتون الذى حرم عبادته وطلب من الجميع عبادة الهه الجديد " اتون " .
وعلى جدران هذا المعبد نقشت العديد من المناظر ذات الاهمية التاريخية ، من هذه المناظر منظر نقل المسلتين من محاجر اسوان الى طيبة .
يصور المنظر مسلتين موضوعتين فوق سفينة كبيرة تسحبها سفن اخرى ، واسفل ذلك منظرا لفرقة من الجند ذاهبة الى الاحتفال بتكريس هاتين المسلتين ، وقد حمل الجند فى ايديهم الاسلحة واغصان الجر ، وقد تقابلوا مع فرقة اخرى من حملة السهام يتقدمها جندى بالته الموسيقية ينفخ فيها والسعادة مرتسمة على وجهه .
ومن المناظر الهامة ايضا منظر الولادة الالهية للملكة حاتشبسوت ، فنرى الالهة فى حضرة امون للتشاور معه حول ميلاد الملكة ، ثم امون يتبع الالة جحوتى الة الحكمة وهو متجه نحو الحجرة الخاصة بالملكة احمس ام حاتشبسوت .
ويصور المنظر بعد ذلك الاله والملكة جالسينعلى انفرادفوق سرير مرفوع على اكف الهتين ، ثم نجد اامون يلقى باوامرهالى خنوم خالق البشر ان يخلق الطفلة وقرينتها ... ونرى الاله خنوم وامامه عجلة صانع الفخار وهو يسوى الطفلة وقرينتها من الطين ،ثم حضرت زوتجه المعبودة " حقت " لتعطى الروح للطفلة وقرينتها رافعه الى انفيهما رمز الحياة. ونجد بعد ذلك الالهجحوتى يبشر الملكة بطفلة جميلة ، والاله خنوم والاله حقت يقودان الملكة الام الى مقعد معد للوضع ومظاهر الحمل واضحةعلى الملكة . وتستمر المناظر فى استكمال القصة ، فتوضح جلوس الملكة على المقعد الخاص بالولادة  ثم نرى المولدة تساعدها اثناء الوضع ، ثم ياتى الطفل الى الوجود وتقدمه حاتحور الى الاله امون .
وتهتم الالهات بالطفلة فيخصص بعضهن لارضاعها ، وتسجل الالة "شسات " الهة الكتابة تاريخ ميلاد الطفلة ، وتنتهى قصة الولادة بمنظر يمثل حتشبسوت التى اصبحت ملكة لمصر وهى تقدم القرابين للالهة ، ثم وهى تتوج ملكة للبلاد .
وثالث المناظر الهامة ذلك المتعلق بالرحلة البحرية التى بعثت بها حاتشبسوت الى بلاد بونت (ربما الصومال واليمن عند بوغاز باب المندب ) وذلك لجلب خيرات تلك البلاد وخصوصا من الاشجار النادرة التى تستزرع فى حديقة امون . كانت بلاد بونت معروفة للمصريين منذ قديم الزمان ،وكان ملوك الدولتين القديمة والوسطى يرسلون بالبعثات الى تلك البلادلاحضار المر والصمغ والتوابل والعطور الثمينة وغير ذلك مما كانوا يحتاجونة فى طقوسهم الدينية وفى التحنيط .
تصور لنا المناظر طبيعة هذه البلاد ،فنرى سماكنهم واشجارهم وحيواناتهم ، ثم نرى رسول حاتشبسوت وامير بونت يقدم له فروض الولاء والطاعة وصورت لنا ايضا المركب وهى راسية مرة فى مرساها بطيبة واخرى فى مرساها ببونت .
وتنتهى المناظر بمنظر لحاتشبسوت فى حضرة امون تلهج بالثناء عليه لنجاح البعثة فى تحقيق اغراضها .

معبد امنحتب الثالث
لم يبق من هذا المعبد سوى اطلال قليلة من اهمها :
تمقثالا ممنون
وننهى حديثنا عن معابد الاقصر بهذين التمثالين الضخمين الذين يشرفان بارتفاع عشرين مترا على بساط سندسى اخضر .
يقف هذان التمثالان المنعزلان وسط الفضاء الشاسع شاهدين على مكان المعبد الضخم الذى شيده الملك امنحتب الثالث ، اذ كانا قائمين امام مدخل صرحه الاول . وقد اندثر هذا المعبد تماما ولم يبق منه سوى لوحة من الحجر الرملى ملقاة خلف التمثالين تم ترميمها مؤخرا ، واجزاء من عناصره معمارية مختلفة .
اقام امنحتب الثالث هذين عند مدخل معبده الجنازى ، فلما كان القرن الاول قبل الملاد ، اى بعد حوالى 1300 عام على اقامتها تصدعت بعض اجزئهما وحدثت بالايسر منها بعض الشقوق . وكان اذا مر هواء الصباح فى تلك الشقوق المشبعة بالندى سمع له ازيز وصفير كالغناءمما حدا بمؤرخى اليونان الذين زاروامصر فى القرن الاول قبل الملاد ، ان يزعموا التمثال يغنى مع شروق الشمس . وسجلوا هذه الظاهرة الغريبة كتابة على ساق التمثال وقاعدته وكتبواقصائد بالينانية عن ذلك .
واهتم كثيرون بتلك الظاهرة ، حتى جاء الامبراطور الرومانىة "هدريان " وزوجته " يبينا " فقضوا عدة ايام بجوار التمثال للاستمتاع بغنائة ، وحرص كثير من العظماء والمؤرخين على تسجيل اسمائهم على التمثال ، فنرى اسماء ثمانية من حكام مصر من الرومان مسجلة عليه .
اما عن الربط بين هذين التمثلين وبين "ممنون " فان لليونان فى ذلك اسطورة لا تخلو من طرافة . لقد نسبا التمثالان الى احد الابطال الاثيوبيين ويدعى "ممنون " الذى اشترك فى حرب طرواده ، وحدث ان قتله "اخيل" احد الابطال اليونانيين فى تلك الحرب . وكان ممنون يعتبر ابنا للفخر "ايوس " وزعموا ان هذا البطل الذى مات مقتولا ، كان يحيى امه مع نسمات كل صباح بصوت حزين .
وزعموا ان الندى الذى كان يتساقط حينذاك هو دموع امه الثكلى . واراد القدر ان يضع حدا للاساطير التى تحاك حول هذين التمثالين ، ذلك انه عندما قام احد الاباطرة الرومان باصلاح ما كان قد تصدع من التمثالين ، قام بذلك فى حوالى عام 200 م توقف والى الابد ، الصوت الذى بقى زمنا طويلا سببا لتوافد الزوار والرحالة الى مصر ، ولتبق الحقيقة الواقعة ، وهى ان هذين التمثالين هما للملك امنحتب الثالث احد ملوك الاسرة الثامنة عشرة.
معبد الرمسيوم سمى هذا المعبد الجنائزى لرمسيس الثانى نسبة الى الملك نفسه وقد حاول بعض المشتغلين بالاثار ان يقارنوا بين هذا المعبد وبين ما تصوره عن مخازن الحبوب فى عهد سيدنا يوسف ، والحق اننا لا ندرى لماذا جمعوا بين رمسيس الثاني وسيدنا يوسف لانه يصعب علينا الجزم بانهما عاشا فى نفس الفترة .
ترجع شهرة هذا المعبد الى العديد من المخازن المحيطة به والمبنية من الطوب اللبن ، والتى عثر فيها على العديد من البرديات والتى من بينها برديه سنوهى .
ويشتهر ايضا بذلك التمثال الجرانيتى الضخم الراقد فناء المعبد ، وهو تمثال مكسور ، وعتبر اضخم تمثال نحتته يد البشر ، اذ يتراوح وزنه ما بين 900 – 1000 طن .
ومن اهم المناظر الممثلة على جدران هذا المعبد معركة قادش التى خاضها الملك رمسيس ضد ملك الحيثيين .

معبد هابو
لمنطقة هابو قدسية خاصةلدى المصريين القدماء الذين اعتقدوا بان الهة الخلق الثمانية طبقا لمذهب الاشمونين قد حط الترحال هنا فى هذه المنطقة التى اقيم عليها المعبد .
والحقيقة ان منطقة هابو تحوى ثلاثة معابد لثلاث فترات زمنية مختلفة ولما كان معبد رمسيس الثالث احد ملوك الاسرة العشرين هو اعظم واضخم المعابد الثلاثةفقد اشتهرت المنطقة به اكثر من غيرة .
واقدم المعابد يرجع الى الاسرة الثامنة عشرة حيس بداه الملك امنحتب الاول ثم استحدثت فيه اضافات جديدة فى عهد الملكة حاتشبسوت وغيرها من ملوك الاسرة الثامنة عشرة .
وعندما اراد  رمسيس الثالث بناء معبده لم تبعد على المعبد القديم فى المنطقة ، اى معبد امنحتب الاول نظرا لما كان لهذا الملك من قدسية طوال الدولة الحديثة كما اشرنا من قبل .
يبدا معبدا رمسيس الثالث ببرج عال اخذ المهندسون المصريون تصميمة من العمائر الاسيوية التى شاهدوها اثناء الحملات العسكرية المصرية، يتكون البرج من ثلاث حجرات كانت مخصصة لسيدات القصر ليتمكن الانشطة التى كانت تجرى فى ساحة المعبد .
ويلى البرج ساحة ضخمة تحف بها الاعمدة ثم صرحين وساحة اخرى بالاضافة الى العديد من الحجرات .
وسجلت على جدران المعبد بنقوش غائرة ، المعارك التى خاضها رمسيس الثالث ضد شعوب البحر التى ارادت غزو مصر ، بالاضافة الى العديد من المناظر الدينية والاعياد.
والى الجنوب من المعبد يقع قصر الملك رمسيس الثالث ، ويتكون من صالة للانتظار مقامة على ستة اعمدة ثم صالة صغيرة للعرش ، وكان للحريم جناح خاص بهم ، كما كان للملك حمام خاص لا تزال  اثارة باقية .
وتضم جدران القصر العديد من المناظر الذى مثل فيه الفنان الملك رمسيس الثالث وهو يقود عربتة فى رحلة صيد ويطارد الثيران الوشية التى خر احدها صريعا ، ثم منظر تقديم الاسرى للاله امون وغيرة من المناظر .
اما المعبدالثالث ، فهو خاص بالاميرة النوبية ( منالاسرة الخامسة والعشرين ) امون –ادرس والتى كانت الزوجةلامون وكبيرة كهنتة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق